محمد "حُسَي" سالوم: "كرة القدم النسائية في مالي قادرة على بلوغ القمة في إفريقيا"

يُجسد،محمد "حُسَي" سالوم، منذ عام 2017، الاستقرار والانضباط على رأس منتخب مالي للسيدات.
-أول مدرب لياقة بدنية في تاريخ المنتخب النسائي في مالي، يُصبح المهندس الرئيسي للمنتخب.
-يستهدف، محمد سالون، بجعل مالي قوة قارية.
"أن تكون مدربا وطنيا يُشبه إلى حد ما أن تكون وزيرا". حين يقول محمد "حُسَي" سالوم، هذه الكلمات، فهو لا يقصد بها التفاخر أو الاستفزاز، بل تعكس عبء المسؤولية الملقاة على عاتق، واجبه في حمل آمال مشهد كروي نسائي طالما تم تجاهله، بل واحتقاره أحيانًا، لكنه اليوم في طريقه للصعود في مالي.
يقود، محمد سالون، منتخب مالي للسيدات منذ عام 2017، ، وهو الدور الذي يؤديه بتواضع وانضباط ورؤية واضحة.
أًصبح مدرب اللياقة البدنية، وأول من شغل هذا المنصب في منتخب مالي النسائي عام 2015، في غضون بضع سنوات المهندس الرئيسي لنهضة كرة القدم النسائية في البلاد.
بنى المدرب، سالوم، من خلال نجاح الأندية، وبروز اللاعبات المحليات، وظهور مواهب مثل، آغيشا ديارا، منتخبا لا يخشى أحدًا في القارة.
خص، محمد سالون، قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، موقع CAFOnline.com عن مشواره، وقناعاته العميقة، ومفاتيح تقدم مالي.
ما هو الأمر الذي حفزك للانخراط في كرة القدم النسائية؟
في البداية، كنت مترددًا. في ذلك الوقت، كان العديد من المدربين يبتعدون عن كرة القدم النسائية، غالبًا بسبب الأحكام الاجتماعية المسبقة. لكن زملاء ذوي خبرة شجعوني، فجربت الأمر. في عام 2015، انضممت إلى المنتخب النسائي كمدرب لياقة بدنية، وكان ذلك لأول مرة في مالي. سمح لي هذا الدور بإدخال بعض التنظيم، وأعتقد أنه كان مُفيدًا. بعد ذلك حصلت على إجازة التدريب، وفي عام 2017، تم تكليفي بقيادة الفريق.
كيف ترى تطور كرة القدم النسائية في مالي منذ بدايتك؟
التقدم واضح. في عام 2015، كانت البطولة النسائية لا تزال في بدايتها. واليوم، لدينا حوالي 10 أندية في جميع أنحاء البلاد. وبفضل سياسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، التي تُلزم الأندية الكبرى مثل نادي ملعب مالي ونادي جوليبا بتكوين فرق نسائية، وجدت العديد من الفتيات مكانًا للتطور. كما شاهدنا بروز مواهب شابة، وأقوم بدمجهن في الفريق الأول بمجرد أن يكنّ جاهزات لإعطائهن لمحة عن كرة القدم على أعلى مستوى.
شاركت مالي في عدة نسخ من كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، تحت قيادتك. ما الذي يدفعك للاستمرار بعد 8 سنوات؟
إنه نضا، لكنه نضال نبيل. أريد أن أُظهر لهؤلاء الشابات أنه من خلال العمل الجاد، يمكن الوصول إلى أبعد مدى. في عام 2018، بلغنا نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، وكان ذلك لأول مرة في تاريخ مالي.
ذلك الجيل لا يزال يُلهم الجيل الجديد. اليوم، حوالي 75٪ من لاعباتنا السابقات يلعبن في الخارج، في أوروبا أو آسيا أو شمال إفريقيا. هدفي واضح: أن أجعل مالي ضمن أفضل ثلاث دول في إفريقيا، وأن نصل في النهاية إلى كأس العالم.
تتواجد مالي خلال هذه النسخة من المنافسة مجموعة صعبة تضم جنوب إفريقيا، غانا وتنزانيا. كيف ستتعاملون مع هذا التحدي؟
الناس يطلقون عليها بالفعل اسم "مجموعة الموت". لكن مالي تتغذى على التحديات. جنوب إفريقيا هي حاملة اللقب، وغانا قوة تقليدية، وتنزانيا تتطور بسرعة. في 2018، نحن من أقصى غانا. نريد أن نثبت أنفسنا من جديد. لاعباتنا في تصاعد، وهذه النسخة من المنافسة ستكون فرصة لنُظهر مكانتنا.
كيف هو التفاعل بين اللاعبات المحليات والدوليّات؟
جيد جدًا. في الواقع، كثيرات منهن تدرّبن محليًا أولًا. آغيشا ديارا، على سبيل المثال، لعبت لنادي سوبر ليون في همدالاي قبل أن تتألق في كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، 2018. ومن هناك تم اكتشافها. نفس الشيء مع، عائشة تراوري، التي أصبحت محترفة في الخارج. عندما يعدن إلى المنتخب، تُضيف هؤلاء اللاعبات الخبرة وتعززن التماسك داخل المنتخب الوطني. يُظهرن للاعبات المحليات ما يتطلبه الاحتراف. إنه تتابع ثمين.
هل يمكنك إخبارنا عن مسيرة، آغيشا ديارا، بما أننا تحدثنا عنها؟
يمكنني أن أكتب كتابًا عنها! اكتشفتها في وقت مُبكر جدا. كنت أقدم لها حصص تدريب فردية قبل التدريبات الجماعية للعمل على انضباطها. وقد استوعبت الرسالة، وكذلك فعل والداها. كانت تلك نقطة التحول في مسيرتها. اليوم، تلعب في باريس سان جيرمان، وغالبًا ما تقول لي: "كوتش، ما قلته لي وقتها... أنا أعيشه الآن". هذا يُسعدني.
كيف تتابعون لاعباتكم خارج التربصات التحضيرية؟
أنشأنا نظاما صارما. محليًا، أنا وطاقمي الفني نحضر مباريات الدوري كل أسبوع. كما نبقى على اتصال منتظم مع مدربي الأندية. أما اللاعبات في الخارج، فالتكنولوجيا تساعدنا كثيرًا. ترسل لنا الأندية تسجيلات المباريات حتى نتابع أداء اللاعبات. هذا يسمح لنا بمراقبة فردية، وتحديد مجالات التحسين، والتخطيط للاستدعاءات المستقبلية.
ماذا يمثل لك هذا الدور كمدرب أول على الصعيد الشخصي؟
إنها مسؤولية كبيرة. عندما تحمل طموحات منتخب وطني، فأنت لا تبعد كثيرا عن أن تكون وزيرًا! أنا أدرك شرف تمثيل مالي. أحاول أن أكون جديرا به، بتواضع. كرة القدم النسائية تستحق المزيد من التقدير، والمزيد من الموارد، وأؤمن أننا سنصل إلى ذلك معًا.